ظهور الفن العربي الحديث
ظهر الفن الحديث العربي في زمن متقارب في البلاد العربية، وهو ردة فعل أو استجابة العالم للممارسات العقلانية ووجهات النظر الجديدة الناجمة عن التطورات التكنولوجية التي عقبت العصر الصناعي حيث جعلت المجتمع يعبر عن ذاته بطرق جديدة ومختلفة عما كان متعارف عليه بالماضي، ويعمل الفنان على تقديم تجاربه الفنية في الحداثة وتطبيقها في مناهج الحياة بطرق جديدة ومبتكرة الشكل. وذلك تبعًا للتحول العربي الذي قاده السياسين والمفكرين واستمر هذا الفن مرورا نحو الحداثة التي ابتدعتها اوروبا فكرا وفنا وعمارة، فكانت هذه الحداثة سريعة الانتشار في العالم وبدت تتضح هذه التغيرات في الفن العربي.
تُؤرخ بداية المرحلة الحداثيَّة في الفن التشكيلي العربي مع ظهور النزعات السريالية، وما جاء بعدها من نزعات تجريدية. على أن الحداثيَّة الأوربية لم تنتقل إلينا بمحمولاتها الفلسفية والجمالية جميعها، وكان الفن قبل القرن التاسع عشر محتكراً للأثرياء وأصحاب المؤسسات حيث كان يتم تكليف الفنانين من قبل هذه الجهات وكان مضمون هذه الفنون دينياً أو أسطوريا تهدف إلى إرشاد الناس وتقديم النصح لهم، خلال القرن التاسع عشر بدأ الفنانون بوضع خبراتهم الشخصية وطرح أفكار العقل الباطن وجرب بعض الفنانين استخدام الأفكار غير التقليدية والوسائط الجديدة.
كما استمرت وحدة الثقافة العربية قائمة عبر التاريخ الطويل، على الرغم من التحولات السياسية والانقسامات الإقليمية، وكان نتاجها ظهور دول عربية مجزأة لوحدة سياسية تعزز كيانها الدولي، وغدت العقيدة ووحدة اللغة العامل الأساسي في دعم وحدة الثقافة، اذ تحررت الأقطار العربية من سيطرة المحتل، وانتهى بما يسمى بالاستعمار الذي ابتدأ مع انحسار الدولة العثمانية، ولاسيما الرحلات التي قام بها رواد النهضة العربية إلى الغرب، وما كتبوه عن هذه الرحلات يتضمّن ثقافة مختلفة عن الثقافة العربية التي نهكها الحكمان المملوكي ثم العثماني وهذا أبعدها عن الانفتاح والتقدم.
لذلك يمكن تمييز مرحلتين في تاريخ الفن التشكيلي العربي الحديث والمعاصر، المرحلة الأولى كانت مرحلة معاصرة الفن الأوربي من حيث جماليته التشبيهية ومدارسه الانقلابية على الشكل التي ظهرت في القرن التاسع عشر، والمرحلة الثانية كانت مرحلة الحداثة التي ظهرت في أوربا في القرن العشرين، وقامت على الحرية الإبداعية المطلقة التي وصلت بالفن إلى التجريد والعدم.
ظهر الفن التشكيلي في مصر، بتأثير ثقافة الانفتاح على الغرب التي ابتدأت منذ الحملة الفرنسية (1798ـ 1800)، وما رافقها من علماء ورسامين وأدباء، استقر بعضهم في مصر بعد إخفاق الحملة، وكان الخديوي من أكبر المشجعين فقد رعى أول معرض للمستشرقين في دار الأوبرا عام 1891، كما رعى المعرض الثاني عام 1902، وبيعت فيه اللوحات المعروضة جميعها.
انتهى الفن الحديث مع نهاية الحداثة وذلك في عام 1968 عندما مات الملك مارتن لوثر وبوبي كينيدي، حيث بدأت المظاهرات في الشوارع وبدأت الحداثة تختفي شيئًا فشيئًا وحل مكانها ما يسمى (بالفن المعاصر)، التي تركز على الأسلوب أكثر من الجوهر وعلى موضوع التواصل بين الفنان والجمهور.
المراجع:
https://arab-ency.com.sy/ency/details/6751/13
https://mawdoo3.com/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86_%D
تعليقات
إرسال تعليق