المقالة السادسة الفن المصري القديم



 كان الفن أعظم عناصر هذه الحضارة؛ فإن الفنان المصري القديم عرف الفن قبيل آلاف السنين، وليبدو لنا وكأن الفنان القديم قريب منا في أعماله الفنية التي كانت مرآة لعواطفه الداخلية نحو البشر، وهي العواطف التي تجلت بوضوح في فن البروفايل. فنحن نجد في هذه البلاد، وفي عهد يكاد يكون عهد بداية الحضارات ، فناً قوياً ناضجاً أرقى من فن أية دولة حديثة ، ولا يضارعه إلا فن اليونان. لقد كان ما إمتازت به مصر في أول عهودها من عزلة وسلم ، ثم ما تدفق فيها بعدئذ من مغانم الظلم والحرب في عهد تحتمس الثالث و رمسيس الثاني ، مما أتاح لها الفرصة المواتية والوسائل الكفيلة بتشييد المباني الضخمة، ونحت التماثيل المتينة ، والبراعة في عدة فنون أخرى صغيرة ، كادت تبلغ حد الكمال في هذا العهد السحيق. وإن المرء ليقف حائراً مشدوها لا يكاد يصدق ما وضعه الباحثون من نظريات لتطور الرقي البشري إذا نظر إلى منتجات الفن المصري القديم.


اثبت الفنان المصري القديم جدارته في التعبير عما يحيط به من مظاهر الحياة وموضوعاتها الكثيرة التي عاش فيها وتأثر بها وأثر فيها ويبدو ذلك واضحا مما سجله هذه الموضوعات واللوحات على الصخور وعلى سطوح الأواني واللوحات التذكارية وانطلق الفنان يسجل صورا متعددة لما احبه وما عاش فيه من مظاهر بيئته، ففي الدولة القديمة نشاهد مثلا اصيلا ممتعا في لوحة الإوزات الست وهي تبحث عن غذائها وقد رسمها الفنان على سطح من الطين بالجص وعلى الرغم من أسلوب الفنان غلبت علية المسحة الزخرفية إلا انه استطاع إن يبرز من الخصائص الطبيعية المميزة لطيور الإوز فيما سجله من حركاته وهي تميل برقابها يمنة يسرة باحثة عن طعامها، وفي مقابر بين حسن من الدولة الوسطى نجد أمثلة فريدة أخرى من التصوير الداري عبر فيه الفنان عن موضوعات من الحياة اليومية يتمثل في حبه للطبيعة وحرصه على تسجيل دقائقها وتفاصيلها وأمانته في هذا التسجيل وفي مقابر دير المدينة بالأقصر في الدولة الحديثة يستمتع الإنسان بما يشاهده من أعمال التصوير التلقائي الجداري لموضوعات منبثقة من البيئة المصرية الصميمة حيث نجد مناظر الحقول واشجار الدوم التي تنؤ بحملها والفلاح الذي يرتوي من القناة الظهيرة واعمال الحقل والطير المستظل بفروع الأشجار وحفلات الصيد والطرب ومناظرها إلى آخر ذلك مما يعتبر سجلا حافلا للحياة لمصرية القديمة.

فالفنان المصري القديم حين كان يقوم برسم الجسم وتكويناته الفنية، كان يستعمل الطريقتين حيث يرسم الرأس بطريقة البروفايل، ويرسم الأكتاف بحسب مظهرها الأمامي، ويرسم الأرداف والسيقان من زاوية جانبية و كل ذلك كان يتم وفق قوانين وقواعد صارمة تحدد النسب الفنية بين أعضاء الجسم البشري والأوضاع السليمة لإبراز كل جزء من أجزاء الجسم.


واستخدم الفنان المصري القديم في الرسم والتصوير أعواد الغاب ذات الأطراف المبرية، والفراجين الصغيرة المصنوعة من ليف النخيل، وألواح مزج الألوان المصنوعة من الأصداف البحرية، أو قطع الفخار المكسورة، وكانت الألوان لديه هي الأسود والأبيض والأحمر والأصفر والأزرق والأخضر، وكانت تصنع من الكربون والجير وأكاسيد الحديد والفيانس.






المراجع:

https://roayatwatneg.com/2021/10/05/%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86-%D8%A

https://elatabany.weebly.com/1575160416011606-157516041605158915851609-157516041602158316101605.html

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهوية والفن الحديث في الشرق الأوسط-الفن التشكيلي في اليمن

قضايا العالم الثالث